منتدى المحكيات يتألق في ( العلاج النفسي بالشعر والموسيقى)

منتدى المحكيات يتألق في ( العلاج النفسي بالشعر والموسيقى)

كتبت/ نادية فتيحه
احتضنت أمس مكتبة قصر الأنفوشي ندوة ثقافية تحت عنوان ( العلاج النفسي بالشعر والموسيقى)، جمعت ما بين العلوم والفنون، ما بين الطب والموسيقى والشعر، شرفها بالحضور العشرات من مثقفي ومبدعي الثغر.

بدأت الندوة بمحاضرة علمية ألقاها د. حسن محمود ، تناول عدة محاور أهمها:
1- تكوين الجهاز العصبي للإنسان مع بيان وظيفة أجزاءه المختلفة.
2- عرض بعض التعريفات العلمية للعناوين المرتبطة بالندوة مثل الروح والنفس والعقل والموجات الصوتية وكيف يقوم المخ بترجمة الأصوات إلى مفاهيم وأفكار مختلفة.
3- مدى تأثير الموجات الصوتية على خلايا جسم الإنسان سواء كان مصدرها الموسيقى أو قراءة الشعر أو تلاوة القرآن أو غير ذلك.
4- دور الموسيقى في استعادة الذبذبات الطبيعية لخلايا الجسم عند اصابتها ببعض الأمراض.

ثم تناولت المحاضرة وسائل علاج الأمراض النفسية بالموسيقى قديما، وتم عرض عدة فيديوهات لحفلات الزار وحلقات الذكر مع توضيح كيفية تأثير الموسيقى على خلايا الجسم في كل من هذه الآليات.

ثم تطرقت المحاضرة إلى وسائل العلاج الحديث التي تعتمد الموسيقى كمحور لعلاج حالات المرضى النفسيين مثل حالات الاكتئاب والهوس والانفصام ومرضى التوحد وفرط الحركة لدى الأطفال وكذلك مرضى الضغط والتخلف العقلي وجلسات العلاج الجماعي لمرضى السرطان.

وفي سياق الشرح تم توضيح أثر الشعر في العلاج النفسي حيث قام كل من الناقد المتميز الأستاذ سعيد الصباغ بإلقاء قصيدة حماسية والأديبة نهلة عبد العزيز بإلقاء قصيدة رومانسية لبيان أثر كل منهما على أذن الحضور وكيف أن للشعر دور في استثارة النفس أو احباطها.

وبعد الانتهاء من المحاضرة، جاءت الفقرة الأهم والأكثر ثراء ورُقيًا وهي مداخلات السادة الحضور. كانت مداخلة كل من الشاعر الكبير الأستاذ رضا فوزي والأديبة الدكتورة نهى بلال حول دور التصوف في استعادة صفاء الروح عند الصوفيين وكيف أن علاقاتهم الروحانية تعالج الكثير من همومهم، ولا يفوتنا هنا تسجيل اعتراض الدكتورة نهى على بعض ما جاء بالندوة حول علاج بعض الأمراض العضوية بالموسيقى.

وكانت المداخلة الثرية للأديبة هبة فتحي حول تعريف ( الوجَدَ) ومفهوم ( النفس) و(الروح) لدى الصوفية وهو تأكيد لما سبق من مداخلات.

وجاءت مداخلة الأديب أحمد قاصد على جانب كبير من الأهمية، حيث عرض تجربته الحياتية في مجال عمله كمهندس زراعي، وكيف كانوا يعتمدون على الموسيقى الصاخبة Metallic music في زيادة معدل التبويض لدى الدجاج ومعدل ادرار الحليب لدى الأبقار مع تأكيده على أهمية ودورالموسيقى في العلاج.

أما مداخلة الأديبة أمينة الزغبي فقد تعاملت مع الموضوع بنظرة فلسفية جديدة، وفكت الاشتباك الفكري الذي حدث بين الحضور، وقالت إن أي موضوع يمكن تناوله من عدة زوايا التي تثمر عن العديد من الرؤى المختلفة (دينية أو علمية أو خرافية) وهذا هو المنهج الفلسفي في تناول الأمور.

ثم جاءت مداخلة الناقد الأستاذ سعيد الصباغ عن أهمية الموسيقى والشعر في فترات المد الثوري وفترات الجذر الثوري، حيث أن لكل بيئة ثقافية ضروراتها ومدلولاتها النفسية لدى الجماهير.

وجاءت مداخلة الأديب الدكتور شريف عابدين عامرة بالمعلومات العلمية والتحليلات المنطقية، حيث أفاض بعلمه الغزير في توضيح بعض نقاط اللبس التي تناولها الحضور.

ثم كانت مداخلة الشاعرة الدكتورة نادية فتيحة التي أوضحت وجهة نظرها وكيف يمكن للموسيقى أن تكون عاملا مساعدا في علاج الكثير من الأمراض
و ان الاضطراب النفسى و العصبى موجود فى كل منا بنسبة و لا يحتاج العلاج الا اذا اعاق صاحبه عن التفاعل الاجتماعى .

وجاءت مداخلات الأديبة نهلة عبد العزيز والأستاذة نسمة عبد الباري تعقيبا على ما قاله بعض الحضور من آراء، مع التركيز على أن العلاج بالموسيقى هو عامل مساعد وليس وحيدًا لعلاج مثل هذه الأمراض.

وكانت مداخلة الشاعر رحاب عابدين حول تجاربه الشخصية مع عالم الغيبيات من جن وعفاريت وهو نفس ما أثاره بعض الحضور وسط تأييد من البعض وإنكار من البعض الآخر.

وكانت المداخلة الثرية للشاعر الأستاذ جلال خليفة عن بعض ذكرياته في عالم الغيبيات وعن دور الشعر في الإرتقاء بالنفس البشرية إلى عوالم خفيه تقيها من كثير من الشرور والأوهام .

وجاءت مداخلة الفنان والمطرب طارق حسين أمين حول استخدام العرب منذ القدم لأسلوب العلاج بالموسيقى مع اعطاء عدة نماذج للعلماء العرب.

وقد تناول الأديب جدو ماهر الموضوع من وجهة نظر جديدة، حيث تكلم من خلال عدة محاور هي المحور العلمي والروحاني والإعجازي حيث أن العلاج هو هبة من الله سبحانه وتعالى، ولو توفر الإيمان فما على الإنسان إلا أن يستفيد من وسائل العلاج المتوفرة بشرط أن يكون لديه الأمل والإيمان في الله، وهذا ما أكدت عليه مداخلة الدكتورة ماري جنيدي التي أكدت على القدرة والاعجاز الإلهي الذي يحقق الشفاء للمريض.

وأخيرا جاءت مداخلة الأديبة سعاد محمد حيث طرحت سؤالاً هاما، هل العلاج بالموسيقى علاج نهائي أم هو علاج مؤقت لا يلبث أن ينتهى مفعوله بمجرد انتهاء الجلسات.
.
وكان مسك الختام تكريم الدكتورة نادية فتيحة على فوزها في مسابقة ( النحو والصرف) التي تنظمها الدكتورة نهى بلال على صفحة المحكيات وكانت الجائزة عبارة عن تذكرة لحضور السيرك الإيطالي المقام حاليا على أرض الإسكندرية.

وإلى لقاء قادم بإذن الله ....
شكرا جزيلا لمبدعي ومثقفي الإسكندرية الذي أثروا الندوة بكل جديد ومثير
شكرا جزيلا لمدير قصر ثقافة الأنفوشي الأستاذة أماني عوض
شكرا جزيلا للأستاذة هبة السايس مسؤولة النشاط الثقافي
شكرا جزيلا للأستاذة فاطمة مسؤولة المكتبة التي توفر لنا كل السبل لإنجاح ندوات المنتدى.